سجل لبنان ارتفاعًا قياسيًا في عام 2023، من حالات الانتحار بين مواطنيه، حيث فقد البعض القدرة على التكيف مع الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة منذ أكتوبر 2019، ووفقًا لبيانات "الدولية للمعلومات"، الشركة اللبنانية للدراسات والأبحاث، فإن عدد حالات الانتحار زاد بنسبة 16 في المئة في عام 2023 مقارنة بعام 2022.
كشف الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين، أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان هي السبب وراء هذا الارتفاع.
وأشار إلى أن قدرة التحمل لدى المواطنين كانت أقوى في بداية الأزمة، لكن مع مرور أربع سنوات، زادت حدة الأزمة وأصبح المواطن أكثر عرضة لليأس بسبب إدراكه للأوضاع الصعبة والانعدام في الآفاق المستقبلية.
تقول المحللة النفسية رندة شليطا إن هناك عدة أسباب تسهم في زيادة حالات الانتحار في لبنان، بما في ذلك عدم تقدم الحلول للأزمات المستمرة، وتدهور الأوضاع المالية والاقتصادية، وعدم إجراء أي تحقيق عادل في حادثة انفجار مرفأ بيروت في عام 2020.
وتشير إلى أن فقدان الأمل بسبب تدهور الرواتب والأجور، وارتفاع أسعار الخدمات والسلع، يعززان الشعور بالإحباط واليأس لدى الناس.
تمتزج هذه العوامل مع توسع الفجوة الاجتماعية بين الطبقات الاجتماعية، حيث يشعر بعض الأفراد بالإحباط بسبب عدم تحسين أوضاعهم المالية، بينما يؤدي هذا الوضع إلى اليأس لدى البعض الآخر.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الخبراء أن الظروف السيئة جدًا واليأس الناتج عنها يمكن أن يسهمان في اتخاذ بعض الأفراد لقرارات قاتلة، مثل الانتحار، كوسيلة للهروب من الحياة الصعبة.